نغمة غير قابلة للسماع.. هل ينقذ إنزاجي سفينة الهلال من الغرق؟

رغم المستويات المميزة التي قدمها الهلال السعودي خلال أول مباراتين ضد ريال مدريد وسالزبورج في كأس العالم للأندية 2025، إلا أنه يخشى الخروج المبكر على غرار الأندية العربية الأخرى.

وتعادل الهلال بنتيجة 1-1 مع ريال مدريد، ودون أهداف مع سالزبورج، ليحصد نقطتين تواجد بهما في المركز الثالث، بجدول ترتيب المجموعة الثامنة، خلف سالزبورج الوصيف وريال مدريد المتصدر، بواقع 4 نقاط لكل منهما، ولكن الأخير يتفوق بفارق الأهداف.

مهمة صعبة

أصبح الهلال لا يمتلك أي فرصة، سوى تحقيق الفوز على باتشوكا المكسيكي في الجولة الأخيرة، بشرط خسارة ريال مدريد أو سالزبورج أو تعادلهما سلبيا من أجل التأهل مباشرة، لتجنب حسابات فارق الأهداف الصعبة.

لكن المهمة ليست بهذه السهولة، خاصة وأن الفريق المكسيكي ليس لديه ما يخسره، نظرا لأنه ودع البطولة، على عكس الهلال الذي يواجه ضغوطات قوية من أجل تحقيق الفوز والتأهل للدور المقبل.

وخرج خايمي لوزانو المدير الفني لباتشوكا، في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، مؤكدا أنه يتطلع للعودة إلى بلاده بالانتصار على الهلال، من أجل الخروج بذكرى جيدة من البطولة.

وبالتالي، فإن رجال المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، سيواجهون مهمة صعبة أمام فريق جيد على المستوى البدني والتحولات، بسبب امتلاكه عناصر سريعة في مختلف الخطوط.

أزمات هلالية

في الوقت الذي يحلم فيه باتشوكا بتحقيق الفوز، فإن الهلال يواجه عدة أزمات، يأتي على رأسها تأكد غياب المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش للمباراة الثالثة تواليا، بسبب الإصابة.

صحيح أن البرازيلي ماركوس ليوناردو يتواجد في خط المقدمة، ولكنه ليس بقوة ميتروفيتش، حيث أهدر العديد من الفرص السهلة ضد الملكي وسالزبورج، وهي أزمة لا بد من معالجتها، خاصة وأن “الزعيم” يحتاج للتسجيل.

Getty Images

كذلك، يعاني نجوم الهلال من عامل الرطوبة وارتفاع درجة الحرارة، كغيرهم من لاعبي الأندية الأخرى، وهو ما تسبب في إصابات عضلية وإرهاق مستمر، وقد ظهر ذلك في المباراة الأخيرة على حسان تمبكتي وناصر الدوسري.

فضلا عن أزمة الكرات العرضية والبينية التي تخترق الدفاع بسهولة، والتي كانت سينتج ‏عنها استقبال عدة أهداف سهلة لولا براعة الحارس المغربي ياسين بونو.

سفينة الهلال

سيكون إنزاجي، مطالبا بتصحيح الأوضاع من خلال التأهل إلى ثمن النهائي، بهدف تقديم أوراق اعتماده لجماهير الهلال، لأن التعادل في أول جولتين، ليس بالأمر الكافي لهم.

الهلال عانى طوال الفترة الماضية من انتقادات حادة، طالت لاعبيه ومجلس الإدارة، حيث طالبت الجماهير بالتخلص من بعض الكوادر ورحيل عدة نجوم، مما أثر على مستوى الفريق بشكل واضح.

Getty Images

وجاءت هذه الانتقادات، قبل وبعد خسارة جميع ألقاب الموسم الماضي، باستثناء السوبر المحلي فقط، بالإضافة لتلقي العديد من الهزائم على المستوى المحلي، والخروج من نصف نهائي دوري نخبة آسيا على يد أهلي جدة (1-3).

كل هذه الأمور، تسببت في ضغط هائل على إدارة الهلال واللاعبين، والإطاحة بالمدرب البرتغالي جورجي جيسوس، وتعيين إنزاجي قبل أيام قليلة من انطلاق المونديال.

صحيح أن إنزاجي أصلح العديد من العيوب في فترة قصيرة، ولكن التأهل للدور القادم، هو الحل لإنقاذ سفينة الهلال من الغرق في الانتقادات مرة أخرى.

نغمة غير قابلة للسماع

التمثيل المشرف هي نغمة يتم ترديدها من قبل الجماهير والإعلام العربي، بعد خروج الأندية بصورة جيدة، نتيجة التعادل أو الخسارة بشق الأنفس أمام فرق النخبة في أوروبا وأمريكا الجنوبية أو حتى على مستوى المنتخبات.

لكن الجماهير الهلالية لن تقبل بترديد هذه النغمة مرة أخرى، خاصة وأن “الزعيم” يمتلك جودة كبرى على مستوى اللاعبين والمدرب، والتي تجعله يتشابه مع أندية أوروبا.

تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، أكد بعد المباراة الأولى أن “الهلال خصم شرس وجعل المباراة أكثر صعوبة، وسيطر على مجريات الأمور في الشوط الأول”.

Getty Images

كذلك، أوضح توماس ليتش، مدرب سالزبورج أن “مهمته أمام الهلال ليست سهلة، واصفا الزعيم بأنه خصم شرس”.

وسبق وأن خرج نجوم الفريق الأجانب، وبعض الصحف العالمية، لتشبه الهلال بالأندية العالمية، خاصة بعد تحقيق إنجاز الفوز في 34 مباراة تواليا في مختلف بطولات الموسم قبل الماضي، وهو رقم غير مسبوق على مستوى أندية العالم.

وبالتالي، فإن نغمة الخروج المشرف، ستكون غير قابلة للسماع من جماهير الهلال، لذا فإن التأهل هو السبيل الوحيد للهروب من أنياب المشجعين.