رصاصة لاوتارو.. إنتر على حافة أزمة كبيرة

بات واضحا أن إنتر يعاني من شرخ كبير داخل صفوفه بعد الهزيمة التاريخية التي تلقاها على يد باريس سان جيرمان، بخماسية نظيفة في نهائي دوري أبطال أوروبا، نهاية الشهر الماضي.

وواصل إنتر خسارته للبطولات بتوديع منافسات كأس العالم للأندية من دور ال16، بهزيمة مريرة أمام فلومينينسي البرازيلي بنتيجة 2-0.

وما زال جرح النهائي الغائر يعاني منه الفريق.. ذهنيا الفريق أصبح مشتتا غير قادر على النهوض مجددا والاستفاقة من هزيمة قاسية كهذه، وبدنيا، انتهى الفريق وأصبح غير قادر على تقديم أكثر مما قدمه طوال الموسم وحتى المباراة النهائية.

أما على مستوى الشخصية، فبدا أن لاعبوا إنتر افتقدوا الشخصية التي اكتسبها الفريق طوال السنوات الماضية وظهرت على أشدها هذا الموسم بعد المنافسة حتى الرمق الأخير على الثلاثية قبل أن يفقد البطولات واحدة تلو الأخرى، حتى هلك اللاعبون بدنيا وذهنيا وفقدوا شخصيتهم تدريجيا.

رصاصة لاوتارو

بعد الخسارة أمام فلومينينسي، خرج لاوتارو على غير العادة بتصريحات مدوية وغريبة أطلق فيها النار على زملائه بالفريق، وطالب من يريد الرحيل بالمغادرة مؤكدا أن الفريق بحاجة للاعبين يعرفون قيمة القميص.

وقال النجم الأرجنتيني، خلال تصريحاته بعد المباراة: “لا أريد الخسارة. الآن أريد أن أقول شيئا: هنا، يجب أن ترغب في البقاء، هل فهمت؟ لأننا هنا نناضل من أجل الأهداف”.

وأضاف: “الرسالة واضحة، من يريد البقاء فليفعل، ومن يريد الرحيل فليرحل. نبذل قصارى جهدنا هنا، وقد رأيت الكثير من الأمور التي لم تعجبني”.

تلك التصريحات فُهم منها مباشرة أنه يقصد زميله هاكان تشالهانوجلو، نجم وسط إنتر، الذي يغيب عن المشاركة مع الفريق بالمونديال لإصابة يعاني منها بعد النهائي، حتى قرر في النهاية العودة إلى ميلانو لعدم قدرته على المشاركة مع الفريق، بالرغم من أن إنتر كان لايزال بإمكانه التأهل للأدوار التالية.

فيما فسر البعض أن تصريحات مارتينيز كان يقصد بها المجموعة التي عادت لميلانو رفقة هاكان وهم بنيامين بافارد وديفيد فراتسي.

واللافت هنا أن هاكان وفراتسي يرتبطان برحيل محتمل عن إنتر هذا الصيف، في ظل رغبة جالطة سراي التركي في ضم الأول، فيما يرغب الثاني بالمغادرة نظرا لعدم حصوله على فرصة اللعب باستمرار.

تأكيد ماروتا

لكن بيبي ماروتا رئيس نادي إنتر ميلان، خرج ليلقي الزيت على النار ويؤكد أن تعليقات لاوتارو كان يُقصد بها هاكان، في تصريحات غريبة من نوعها تؤكد حدوث شرخ كبير في العلاقة بين اللاعبين والنادي وبعضهم البعض داخل غرفة الملابس.

واعترف ماروتا أن النجم التركي لم يطلب الرحيل بشكل مباشر حتى الآن، منوها أنهم سيتحدثون إلى اللاعب في الأسابيع القادمة من أجل حل الوضع بأفضل طريقة ممكنة.

وأصر رئيس الإنتر أنهم على استعداد للاستماع لهاكان ولأي أحد آخر إذا أبدوا رغبتهم في الرحيل، وأن النادي منفتح على فكرة رحيل أي لاعب في الفترة المقبلة.

فترة كارثية

لاشك أن ما يمر به إنتر حاليا قد يتسبب في عودة الفريق للسنوات العجاف التي عانى منها ودخل خلالها في دوامة النتائج السلبية والفشل المتواصل محليا والغياب عن البطولات الأوروبية.

فمع رحيل المدرب سيموني إنزاجي واقتراب أعمدة الفريق من المغادرة أيضا كهاكان، ومع غياب الصفقات البارزة حتى الآن، قد يتأثر إنتر بالموسم الجديد.

وبات شبه مؤكد أن تشالهانوجلو لن يستمر في إنتر للموسم الجديد بعد تصريحات لاوتارو، ليصبح رحيله أقرب للحدوث خلال الأسابيع التالية.